لنفترض أن لديك قطة تحبها كثيراً

وقد سافرت للإستمتاع في بلداً آخر
وتركت قطتك في البيت مع أحد الأصدقاء

انت تستمتع في رحلتك بأفضل شكل
ولكن قطتك قد توفيت وأنت لا تعلم

بالتأكيد لم تحزن حتى الآن
ولا زلت مستمتعاً في رحلتك
لأنك لم تعلم بعد أن قطتك قد توفيت

ولكنك سوف تحزن بشدة فور علمك بوفاتها
وهنا علمك يشكل نوعاً من الضرر النفسي
ولم يكن علماً نافعاً بل علماً مضراً

هذا يشير إلى أن توجهاتنا وتفاعلاتنا
ليست قائمة على الحقيقة الكلية الواقعية
إنما قائمة فقط على ما قد نعرفه من الحقيقة

لأن معرفتنا هي التي ستحدد ما سوف نعيشه
فإذا حددنا معرفتنا سوف يتحدد ما نختبره

كذلك بعض المعارف يمكن أن تقتل عارفها
وتتسبب في ضرر كبير لنفسه وجسمه
إن لم يكن ذو حكمة كافية وأيمان كافي

على قدر حكمتك وقوة أيمانك ستتحمل المعرفة وتنتفع منها
فإذا غاب الأيمان وغابت الحكمة ستتحول بعض المعرفة
إلى سم قاتل بدلاً من أن تكون حقاً تنتفع من وجوبه

إذا كنت مؤمناً وحكيماً بما يكفي
سوف تعرف الكثير مما قد يشيب منه رأس غيرك لشدته وخطورته

لذا يقول الإمام جعفر الصادق
العالِم الحقيقي سوف يوجد النور
وإن وضع في غياهب الظلمات
العالم اللذي ينتفع بعلمه
خيرٌ من سبعون ألف عابد

ويقول الخوارزمي الأخلاق هي الواحد
والمعرفة هي عدد الأصفار بجانب الواحد
فلا تتجسد قيمة العلم إلا بوجود الأخلاق

#المدرسةالعربية_

التعليقات