الحياة والموت هما حالات إدراكية
حسية وفكرية منبثقة من العقل
وإن جاز التعبير فأنهما- مثل الواقع
شكل معقد من الهلوسات و الأحلام
يقول عليّ أن الناس نيام
وإن ماتوا إنتبهوا
نحن نعلم أن العقل يتفاعل مع الواقع
كما يتفاعل مع التجارب فيصنع المشاعر والأفكار
ويتفاعل مع الأمراض والمشاكل العضوية فيصنع الآلام
ويتفاعل مع المدخلات فيصنع الصورة والصوت
والأحاسيس الأخرى
ولكن من يعرف أن العقل يتفاعل أيضاً مع الموت؟
الأطباء يعلنون وفاة الشخص بمجرد أن يتوقف قلبه
إلا أن توقف القلب لا يؤدي مباشرة إلى توقف الدماغ
ورغم أن توقف القلب سيؤدي إلى
نقص تدفق الدم إلى الدماغ
إلا أن الدراسات تؤكد أن
نقص تدفق الدم إلى الدماغ يمكن أن
يوصل الإنسان إلى حالة "الوعي الكلي"
وهو يشبه ما نسميه في العرفانية
"التأهب الذكوري" أو اليقظة التامة
وهي تجعل الإنسان في حالة الحضور التام
وحالة وعي شديدة تمكنه من إستخدام
قدرات خارقة تقريباً
كما قد أثبت أن تمارين حبس الأنفاس
يمكن أن تساعد بشكل كبير على تطوير
بعض القدرات العقلية أو النفسية
وهذه الحالة ليست إلا نشاط فائق للعقل الباطن
ناتج عن شعور لا واعي بالتهديد البيولوجي
عموماً حين يتوقفان القلب والجسم عن العمل
يبقى الدماغ حياً ونشطاً لساعات طويلة
كما أن حاسة السمع والبصر يمكن أن تبقى فعالة
إلى أن يتوقف الدماغ بشكل كامل
جميع الأشخاص اللذين توقفت قلوبهم
وتم إعلان وفاتهم في المستشفى
وعادوا إلى الحياة
قالوا أنهم إختبروا حالة عقلية ونفسية غريبة
أغلب هؤلاء الأشخاص إدعوا
أنهم رأوا أقربائهم وأصدقائهم الأموات
وبعضهم قالوا أنهم رأوا ملائكة
أو أشخاص حولهم هالة نورانية
وقالوا أيضاً أنهم شعروا وكأنهم
يمرون عبر نفق دائري مضيئ
برفقة أشخاص ملائكيين
وجميع اللذين إختبروا تجربة الاقتراب من الموت
قالوا أنهم رأوا ذكرياتهم تمر أمامهم بالتسلسل
وبعضهم شعروا بالحب أو الندم والرغبة في التوبة
وهذه الأحاسيس والتجارب
لا تحصل إلا في حالة الوعي التام
وإنفتاح البصيرة
عموماً بعد أن يتخرّج العقل من الجسم
تبدأ الخلايا الحية بالإنتحار واحدة تلو الأخرى
وتسمى هذه العملية بـ التدمير الذاتي
حمضنا النووي يعرف بطريقة ما أن ربّه قد رحل
فيرسل إشارة إلى الجهاز المناعي ليقوم بتدمير الخلايا
ومع كل خلية تموت
تعتاد الروح أكثر على العالم الآخر
وبينما يتحلل الجسم بالكامل
تتحلل الذكريات والأفكار الفردية
وتتلاشى في الفضاء
ولن يبقى في روح الإنسان
سوى ما جاء به من الحق
أي كلما كان الإنسان نقياً وحقيقياً من الداخل
كلما كان مقبولاً أكثر في عالم الحقيقة
إرسال تعليق