هذه هي الظلمة التي سينزل فيها روح الله
وسيمشي فوق هذه المياه
وتستريح حوله الفوضى
وسيكون له مسكناً بينكم
بعد أن يفصل بين المتنورون والظالين
سيُرشد المتنورون إلى مدينة النور وأرضهم العذبة
ويُساق الظالّون إلى مكان التعذيب
وسيتم تعذيبهم كما تُعذّب المياه بالنار
وتتطهر من الشوائب لتبلغ العذوبة
وما العذاب إلا طريقة العذوبة
بعد ذلك سيطبع الله إسمهُ الرباعي على مخلوقهُ الجديد
فليكن خالداً, وأينما يحطّ نفسهُ فهو غير قابلاً للفساد
اللذي رتّب الليل والنهار وصنع الشمس والقمر
واللذي صمم مواقع النجوم وصور بهاء الطبيعة
واللذي ناسَب المخلوقات جميعاً أحياءاً وجماد
بوسعه أن يفصل الناس ويوحدهم
وبوسعه أن يجمع وحدتهم بفصالهم
فاللذين تفصّلهم الأفكار والأجسام
لا يمكن أن يكونوا منفصلين بالأرواح
وإن الأرواح تخاطب بعضها بطريقتها
لا بطريقة مألوفة ولا بلغة معروفة
قد لا تُرضي لغتها عقلك وأفكارك
ولكنها سترضي روحك
وإن كان معدناً أو حجارة فهو يٌجيبك لو طلبته
ويُعطيك لو سألته
دون صوتاً مسموع ولا حرفاً مكتوب
إنما إهتزازاً يمر فيك ويخرج دون أن تًدركه
بل ستدركه حين تكون روحاً بلا شوائب
عنصراً نبيلاً لا تثيرهُ العناصر
يدرك إنه واحداً في العالم الأعلى
وتاسعاً لا يسعه العالم الأصغر
كُن على يقين
لا ينتهي بك شيئاً ما لم يبدأ بك
ولا يظهر أمامك شيئاً ما لم يظهر فيك
كل ما هو ظاهراً قد بدأ من اللا مرئي
وكل من يستند على شيء
فهو يستند على لا شيء
ومن لا يستند على شيء فقد إستند على الله
ومَن لا شيء قد تحكم به فقد سلم نفسه لله
وله الحرية والسلام الدائمين
إرسال تعليق