بينما يعيشون الناس حياتهم السطحية المعتادة
وتتغير أحوالهم ما بين الحزن والسعادة والسلام والإكتئاب
وبينما يعتقدون إن مشاعرهم تتلاشى وتختفي
هي في الحقيقة تذهب إلى عالم اللا وعي وتمارس مهامها سراً
لأن المشاعر طاقة والطاقة لا تفنى فإما تتحول الى طاقة أخرى
او يتم كبتها فتدخل منطقة اللا وعي لتصبح كالشبح
الذي يمارس سيطرته عليهم دون وعيهم
وددت دائماً أن أتحدث عن هذا الموضوع لأهميته الكبيرة
ولكن سأختصر في هذا المقال وسأقيم لاحقاً دورة تعليمية
أو أعد كتاباً كاملاً للتفاصيل الأخرى
لأنني أعلم بعد أن أقضي ساعات طويلة في الكتابة
سيأتي أحدهم ببساطة ينسخ المقال ويكتب عليه إسمه
أو يروج لنفسه أو لأعماله الإحتيالية
على أي حال
جميعنا نعرف إن المشاعر هي حالة كهركيميائية
أي إنها طاقة ولكن في نفس الوقت هي مادة ملموسة داخل الجسم
يمكنها أن تؤثر في الجسم وتُسبب أعراض بدنية او حتى آلام
كما يمكنها أيضاً أن تخلق الصحة وتقوم بالشفاء
لكن في حال كانت المشاعر سلبية كالخوف والحزن او الفقدان
فإن تأثيرها يكون محصور داخل مجال البطن
وبالتحديد شاكرا الظفيرة المتصلة بالكبد والمعدة والقولون
وهذه هي حرفياً المنطقة التي نتفاعل بها مع الآخرين
لذلك فإن الصدمة العاطفية
تؤدي الى الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ
والخوف من الفقدان
يعطي الإنسان الرغبة في تناول الأشياء واحتوائها
أيا كانت الأشياء وأياً كانت الطريقة التي يتم بها ذلك
حتى وإن كانت بالعض والمضغ والمص
وهذه الأمور الغريزية هي ضرورية للتعبير وتحرير المشاعر
وهنالك تقنيات بسيطة أخرى مهمة لتحرير المشاعر
وأغلبها تم إعتبارها ممارسات شيطانية
مثل طقوس الصراخ والرقص وإلقاء التعويذات السحرية وتحطيم الأشياء
ولكن موضوعنا في هذه المقالة هو كيفية تحويل المشاعر
الى طاقة إبداعية مفيدة ونستخدمها بطريقة بناءة
حتى مشاعر الغيرة والحقد يمكننا إستخدامها لتطوير الذات
بدلاً من رفضها او كبتها أو استخدامها في إيذاء الآخرين
وهذا يتم ببساطة من خلال "الفعل الواعي"
ما يميز الإنسان عن باقي الحيوانات هو الوعي
تتصرف الحيوانات بناءاً على مشاعرها دون وعي
فإذا شعرت بالخوف والتهديد فإنها تسعى لتدمير العدو بأسرع ما يمكن
ولكن الإنسان الواعي حين يتعرض للتهديد فإنه يحول عدوه إلى صديق
وبدلاً من محاولة القضاء عليه يحاول التفاهم والتعاون معه
وإذا شعر بالغيرة من شخص فإنه لا يسعى لإسقاطه
بل إنه سيحول غيرته إلى دافع فكري وعاطفي للتقدم والنجاح
وإذا شعر بالفقدان والحزن فإنه لا يكبت ذلك ابداً
بل سيحول ذلك الحزن الى دافعاً للعمل الذاتي والإهتمام بالذات
من أجل أن يجذب مزيداً من الأصدقاء أو الشركاء الجدد
في الحقيقة ما لم يتم تحويل الطاقة او تحريرها
فإنها اما تتحول الى امراض مزمنة
او ستبقى مكبوتة وتدخل في منطقة اللا وعي
وتخلق برنامجاً متلازماً لا يمكن إيقافه بسهولة
لا يجب أن يتعامل الإنسان مع مشاعره على إنه ضحية لها
إنما يجب أن يحلل ويكتشف الأصول الحقيقية لهذه المشاعر
هنالك أصول فكرية وعقلية لكل ما يحصل في مجالات الطاقة للإنسان
أي إن الحزن والفرح ليس سببهما خارجي
انما هنالك افكار وبرامج متغيرة داخل العقل
هي التي تحدد مشاعرنا وتعمل على تنظيمها
وسنتناول التفاصيل الدقيقة لطبيعة الجسد العقلي والجسد العاطفي ومجالات الطاقة في كتاب بسيط أو دورة تعليمية خاصة في المستقبل القريب
إرسال تعليق