كل أمرأة قادرة على صناعة الأطفال هي امرأة قادرة على بناء الرجل المثالي, جميع الشعراء والفلاسفة والموسيقيين العباقرة على مر العصور مثل بيتهوفن وشكسبير وإنشتاين ودافنشي كان سر إبداعهم وذكائهم الخارق للعادة هو صعود الطاقة الجنسية بداخلهم.
من الصعب أن يُفهم هذا المقال من قبل الباحث المبتدئ او من ليس لديه فكره عن حقيقة الطاقة الجنسية وطبيعتها الفيزيائية, لذلك سنحاول في هذه المقالة طرح الموضوع بأبسط صورة ممكنة, من البداية الى النهاية.
في العصر السابق "عصر الحوت" تم إعتبار الجنس من المحرمات والخطايا الكبرى لدرجة أن كل من كان يتحدث في تلك الأيام عن الجنس يُتهم بالكفر والشذوذ, من المؤسف أن كتب التاريخ الحالية والكتب الدينية محرفة تماماً ولا شك أنها كُتبت بدماء القديسين والخلفاء الحقيقيين للأنبياء اللذين حاولوا نقل الصورة الصحيحة للأديان, وقُتلوا بسبب قولهم الحقيقة.
لحسن الحظ أن الغباء الإنساني لا يمكن أن يستمر, فمنذ بداية عصر الدلو يشهد كوكبنا ولادة أرواح صاعدة لمعلمين ومرشدين كونيين أحدثوا ثورة روحية حقيقية, ونقلوا شمس المعارف الروحية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب, كلنا نعرف أن العلوم الروحية وتقنياتها السرية ظهرت من أقصى الشرق (الهند والصين) ثم أنتقلت الى بلاد العرب من خلال إيران وحينها بدأ إنتشار التصوف في الوطن العربي بشكل سري, وظهرت الطوائف الباطنية مثل طائفة الحشاشون والبهائيون والإسماعيليون وبعض المذاهب الشيعية السرية, وغيرهم...
كل هذه الطوائف تعاملت مع الجنس على أنه قوة روحية لا جسدية وسمحت لمعتنقيها بممارسة الجنس بلا قيود, فمثلاً قيل أن حسن الصباح مؤسس طائفة الحشاشون قال إن الجنس هو رغبة الروح التي من خلالها يمكن للإنسان أن يصل إلى جنته الداخلية.
لا نستبعد أن ما نقرأه في كتب التاريخ عن هؤلاء قد تم تحريفه, لكن على أي حال التجربة الداخلية ستؤكد لنا معرفتنا لحقيقة الطاقة الجنسية, وهذه التجربة "الداخلية" نفسها تحدث عنها بعض متنورين القرن العشرين مثل إستاذنا الموقر سامئيل عون وكروم هيلر وأوشو وغيره.
الطاقة الجنسية هي ببساطة قوة الوجود, لا يمكن أن يتجسد فينا الإنسان المبدع والخارق إلا من خلال رغبته العميقة في الخروج والتواجد داخل الحياة, وهذه الرغبة للأسف يفقدها أغلب الناس بعد عبورهم سن المراهقة وحين يفقدونها يقل شغفهم في الحياة ويتوقفون عن الأحلام والتخيل, وكلما كبر الإنسان في السن تضعف بداخله الرغبة في الحياة والرغبة بفعل الأشياء التي أعتاد على فعلها في طفولته.
نجد أن الكثير من كبار السن يعيشون ك"أموات" بينما يعيش البعض الآخر بصحة بدنية كاملة وقوة جنسية نشطة, هذا لأن أغلب الأمراض التي تصيب الإنسان هي بسبب تعلق الطاقة الجنسية في الأسفل وعدم صعودها, صعود الطاقة الجنسية أشبه بوصول الكهرباء الى آلة معينة, إذا لم تصعد هذه الطاقة فأن الغدد الصماء لن تعمل بشكل إيجابي, وهذا ما يسبب أمراض جسدية ونفسية ايضاً وكذلك ضعف المناعة, وكذلك الكسل والخمول.
يؤكد العلم الحديث أن الأشخاص الأكثر رغبة جنسية هم الأكثر نجاحاً في الحياة العامة, ولكن هذا لا يعني أن جميع الأشخاص الجنسيين ناجحين وعباقرة, أغلب هؤلاء لا يدركون أهمية هذه الطاقة الجنسية التي لديهم, يمارسون الجنس بلا وعي ودون إدراك او يقومون بالإستمناء وهدر السائل الجنسي, وهذا ما يؤدي الى بقاء الطاقة الجنسية في الأسفل وبالتالي فقدان الطاقة وانعدام الرغبة في الحياة مع الوقت, او الأشخاص اللذين يصابون بإلتهاب البروستات هم دائماً يميلون الى الإنتحار والاكتئاب.
هل تعرفون لماذا جميع العباقرة والمبدعين على مر التاريخ عاطفيين وشخصياتهم طفولية أو انثوية غالباً؟
سميت الطاقة الجنسية ب"الكونداليني" أو في الجمعيات الباطنية تسمى "الأم الإلهية", هي الطاقة الكونية التي تهتم بالإنسان وتدعوه للإنسجام والتناغم مع الحياة, ولكن بدلاً من أن يستخدمها الناس للوصول الى مستوى أعلى من الحياة, قاموا بأستخدامها بشكل سلبي وغير شرعي, حيث أصبحوا الناس يدخلون في علاقة جنسية دون أن يدركون ما يفعلونه, ينجبون الأطفال وهم في بيئة حيوانية مثل أفريقيا والبلدان الفقيرة وهي غير مناسبة للمولود الإنساني على الإطلاق, او يمارسونه بلا مبدأ أخلاقي بناءاً على رغبات حيوانهم الداخلي وليس بدافع عاطفي او روحاني, نؤكد لكم بأن الأم الإلهية تبعث لهؤلاء أمراض لا علاج لها ومجاعة وحروب, وتوجههم نحو الإنقراض, لأن وجودهم غير مدعوم بالحياة, إنما مدعوم بأوهام وتعاليم أنانية مزيفة تجعل أطفالهم يولدون فقط للمعاناة.
كل أمرأة قادرة على الحمل هي امرأة قادرة على بناء الرجل المثالي, لكن من المؤسف حتى المرأة أصبحت تتبع ملذاتها وتمنح رحمها إلى ذكراً يدعى زوراً إنسان, المرأة المتنورة الحقيقية هي امرأة صعبة المنال, والرجل اللذي يقع في حبها يصعد من خلال حبها أيضاً, حتى يتحول الى رجل خارق, وفيلسوف, حينها سترضى أن تمنح نفسها إليه, كل الرجال العباقرة اللذين صنعوا التاريخ, هم قاموا بذلك بناءاً على رغبتهم في إثارة المرأة التي يعشقونها, او المرأة الداخلية, هذا يذكرنا أيضاً بقصة الملك البابلي العظيم نبوخذنصر اللذي جعل من بابل عاصمة للكوكب بأكمله, وجعل اللغة البابلية هي اللغة الرسمية للعالم, نبوخذنصر قام ببناء الجنائن المعلقة من أجل إرضاء شريكته ومحبوبته, والجنائن المعلقة هي من عجائب الدنيا.
التحول الجنسي
الطاقة الجنسية هي طاقة لا نهائية, ولا يمكن كبتها كما يعتقد بعضكم, إنما يتم تحويلها واستخدامها بأشكال مختلفة, يتفاخر بعض رجال الدين او من يسمون أنفسهم قديسين بالزهد الجنسي او الكبت الجنسي, وبعض هؤلاء في الحقيقة لا يفرقون عن الزناة, إذا كانوا لا يعرفون القيمة الحقيقية للطاقة الجنسية بداخلهم, ولا يعرفون أنها الطاقة الوحيدة التي تحكم الكون, في الحقيقة الزهد الجنسي أو الزنا ليس المشكلة الأساسية إنما المشكلة ترتبط مباشرة بموقفنا تجاه الحياة والجنس بشكل خاص, لذلك فأن الأديان لم تحرم ممارسة الحب, والديانات الباطنية تؤمن بالحرية الجنسية لجميع الناس ولكن في ظروف خاصة, أو تحت تجربة ما نسميه الخيمياء الجنسية.
الخيمياء الجنسية بأبسط صورة هي التفاعل مع الحياة أو مع الجنس الآخر برؤية روحانية وعاطفة سامية خالية من الرغبة الحيوانية, وهذا في الحقيقة بدأ ينتشر في العصر الحالي مع الإنفتاح بين المجتمعات وزوال الحجاب بين الذكر والأنثى, اللذي أدى إلى إكتشاف الشباب من الذكور والأناث لمشاعر بعضهم وإدراك التوافق الفكري والروحاني, ولكن في المقابل توجد ظروف سلبية تعمل على تدنيس الطاقة الجنسية بشكل جديد مثل المثلية الجنسية اللا طبيعية والأمراض الجنسية الأخرى.
أما الخيمياء الجنسية بشكلها المعقد في الحقيقة هي تحول الطاقة الجنسية من مادية كيميائية الى نجمية-كهربائية من خلال ممارسات يوجية وطقوس صوفية خاصة.
التانترا - السحر الجنسي
يتبع...
تحياتي ومحبتي للجميع
:Sciences & Historical Sources
Dr. Arnold Krumm-Heller books
Professor. John C Lilly books
Professor. Robert Anton Wilson books
Al-montakhab - Hasan I. Al-sabbah (Persian)
إرسال تعليق