|
الكمبيوتر البيولوجي |
الكمبيوتر البيولوجي 1.1
- المقدمة -
- كل واحداً من البشر اليوم هو عبارة عن حاسوب حي وبغض النظر عن الأمكانيات الهائلة للعقل البشري إلا انه لا يمكن الهروب ولا بأي شكل من حقيقة أننا حواسيب قابلة للبرمجة, حرفياً , كل واحداً مننا لديه برامج معينة داخل عقله;
وعلى الرغم من التنوع الضخم للبرمجيات العقلية إلا ان قليل من الناس فقط لديهم برامج مميزة تمكنهم من التفاعل مع أبعاد اخرى للوجود ويمكن أن يتقدم وعي الإنسان الى مستويات جديدة من التسلسل الهرمي للذكاء الروحي ليصبح على اتصال مع وعي الكواكب او النجوم او الكون وأخيراً وعي الخالق,
يتواجد الوعي بمستويات مختلفة في كل مكان من الكون والفضاء في شبكة لا نهائية تقريبا حيث يٌعتبر وعي كل واحداً من الكواكب جزءاً من الوعي الكلي للمجموعة الشمسية ويعتبر وعي كل وحدةً من المجموعات الشمسية جزءاً من الوعي الكلي للمجرة وهكذا يعتبر وعي المجرات جزءاً من الوعي الكوني ويسمى ذلك بالتسلسل الهرمي للكائنات الروحية, وبشكل طبيعي تخضع جميع الكائنات الى الكائنات الأكثر ذكاءاً منها, حيث يخضع وعي الانسان لتأثير الكواكب كما يخضع وعي الكواكب لتأثير الشمس وتخضع الشمس لتأثير مركز المجرة ويخضع وعي المجرة الى وعي الكون اللذي ينبثق منه وعي الخالق .
تتوافق هذه الحقيقة مع تعاليم المدرسة الافلاطونية, وتنص تعاليمها على ان الكائنات الأقل ذكاءاً تميل طبيعياً للخضوع الى الكائنات الأكثر ذكائاً منها.
|
أفلاطون |
- في مجال العقل والواقع اللذي يعيشه الإنسان فأن كل ما يعتقده الإنسان ويؤمن به هو صحيح او يصبح حقيقياً وصحيح, حتى وإن كان ما يعتقد به مخالفاً لإرادة الوعي وقوانين الطبيعة,
فأن الانسان لا يرى الا من خلال البرامج النشطة داخل عقله, على الرغم من استحالة حصول أي شيء مخالفاً لقوانين الطبيعة الا ان البرامج العقلية المزيفة تجعل الانسان محدود الرؤية وتوهمه بحقيقة ما يعتقد به وتجعله يراه بطريقةٍ ما.
هل يمكننا أن نقوم بإيقاف المدخلات والمخرجات من والى الكمبيوتر البيولوجي اللذي نمتلكه؟
كل صوت وكل صورة وكل رائحة يستقبلها عقلك او كل الأفكار والمشاعر, سواء, ان كنت واعياً او غير واعيا بها, في كلا الحالتين جميع المدخلات والمخرجات يمكن ان تؤسس برنامجاً متكاملاً داخل عقلك وحمضك النووي.
في الحمض النووي توجد برامج هائلة ولا منتهية تقريبا, وبينما تقع هويتنا الشخصية الصغيرة في منطقة من مناطق الدماغ, تقع هوية والدينا وأجدادنا وتجاربهم ومعارفهم على مر العصور في داخل حمضنا النووي وذاكرتنا الوراثية, وهذه المعلومات الهائلة تلعب دور البرامج التي "تعمل في الخلفية" دون وعي الإنسان.
|
الذات المركزية |
الوعي المركزي
هنالك قوانين في كل مستوى من مستويات الوعي
وحدود الوعي المادي لا يمكن تجاوزها الا من خلال تجاوز العقل, وهذا يكون من خلال عزل العقل تماماً عن جميع المدخلات والمخرجات كالضوء والصوت والافكار بالتأمل او بالتقنيات النفسية الأخرى
وستسبب العزلة انطواء ذاتي حاد مسبباً في داخل الإنسان فراغاً عميق يشبه الى حدٍ ما الثقب الأسود حيث يجذب المعلومات من حوله بشكل غير عادي حتى ان الانسان يبدأ برؤية واستشعار واستقبال اشياء من خارج مجاله المادي, ووعيه يبدأ بالانتقال من مجال الشبكة العصبية الى مجال الشبكة الكونية ليصبح يشعر بالجمادات والاحداث والمجالات البعيدة وكائناتها المتفوقة;
وفي مستويات متقدمة يتمكن الإنسان من التحكم في هويته العقلية ويحولها الى هوية نبات او حيوان او اي شخص معين ليحاكي الواقع ويختبره على أساس هويته الجديدة وبذلك يستجيب جسده وتتغير مشاعره ورؤيته للحياة وتصرفاته وهذه التقنية مستخدمة من قبل بعض المجتمعات الباطنية لتقمص شخصيات الموتى او ارتداء عقل القوى الطبيعية والكائنات الاسطورية.
في جميع العوالم المادية والعقلية يلعب الوقت دوره الأساسي في تغيير الأشياء وتحريكها نحو أتجاه واحد فقط وهو الأتجاه الموجب اللذي يفرض النمو والتطور على جميع الأجساد والأفكار الحية وتشارك جميع الكائنات الحية في عملية تطور الطبيعية من كلا جانبيها عقلياً وجسدياً.
بناءاً على ما سبق ذكره, فأن الأجساد النباتية والحيوانية والبشرية وكذلك الأفكار الميتة (او غير النشطة) سيتم تدميرها بشكل طبيعي من أجل اعادة خلقها بأفضل شكل ومنحها الحياة من جديد لتكون قابلة للتطور والنمو, وكذلك الهوية المزيفة للإنسان فهي تفنى وتستحدث مرة اخرى بناءاً على الوعي المركزي;
وهذه العملية تشبه تلف الثمرة وتعفنها بعد فصلها عن مصدر الحياة والنشاط ولكن بذورها ستبقى قابلة للنمو وهي غير قابلة للتلف او التحلل في اغلب الاحيان إلا اذا تم تحطيمها يدوياً.
التفكير هو عملية منح الحياة للأفكار وأعطائها فرصة للنمو والتطور سواء كانت الأفكار موجبة او سالبة, اما عملية التأمل فهي منع نشاط الأفكار من أجل تدميرها وفنائها لأعادة خلقها طبيعياً بشكل أفضل. - سام علي
الوعي المركزي هو بذرة غير قابلة للتلف والتحلل ونشاطه الخفي يساهم بشكل رئيسي في بناء وتحطيم المواد الفكرية والبرامج العقلية داخلنا لأن وعينا المركزي يخضع بشكل طبيعي وتلقائي لأرادة الوعي الأعلى, ويمتلك الإنسان خصائص الوعي الإلهي بأرادته الحرة وقدرته على ضبط المعتقدات والتحويل بين المكونات العقلية وتبديل العناصر الباطنية (الكيمياء الروحية);
الإيمان او الأعتقاد هو القاعدة الأساسية لبناء أي شيء, بدون الأيمان لا يمكن فعل أي شيء والانسان اللذي يتمكن من تغيير معتقداته ورؤيته للحياة له قدرة على تحقيق كل شيء بطريقة سحرية. - سام علي (من كتاب ذيل الشيطان)
سواء كان الانسان يعيش من خلال برامج عقلية مزيفة او يعيش من خلال برنامج الوعي المركزي فأنه لن يصل الى "المثالية", لان من يعيش في داخل برامج عقلية مزيفة فهو يعيش فيها ويموت دون ان يتحرك خطوة واحدة الى الأمام, ولكن اللذي يعيش من خلال برامج توافق الوعي الكوني فأنه يتقدم في كل لحظة من الوقت نحو الأمام دون أن يتوقف لأن الكون في حد ذاته يتوسع بأستمرار من أجل ازدهار مضاعف.
لا يتوقف توسع الوعي إلا عند الحدود التي يضعها الإنسان لنفسه - سام علي
لا يمكن أن يعيش الإنسان في العالم المادي إلا من خلال برامج عقلية واذا ألغيت هذه البرامج ستصبح حياة الانسان في حالة من الجمود, لذلك من الضروري وجود برامج عقلية ولكن يجب ان تكون بنائة وابداعية ومتوافقة مع الوعي. - البروفيسور جي سي ليلي
الفصل القادم..
الكمبيوتر البيولوجي 1.2
قراءة الجزء الاول من المقالة >>
إرسال تعليق