التنوير
ليس غاية بعيدة المنال
ليس فقط للقديسين والراهبين
يخشى بعض الروحانيين انهم بعد التنوير يتوجب عليهم ترك أسرهم وعائلاتهم أو اعمالهم التجارية او الابتعاد عن الضوضاء او السفر تأملاً للحصول على كوخ جميل وسط الغابة او فوق الجبل بعيداً عن الناس.
وهذا مفهوم خاطئ تماماً عن التنوير.
الاستنارة ليست غاية بعيدة المنال
يمكن لأي شخص تحقيقها بالتأمل المستمر والتحلي بالأهتزازات العليا, وأن كنت لا تعرف ما أقصد بالاهتزازات العليا فهي الحب والرحمة والسلام, عليك ان تحب كلشيء, عليك ان تكون رحيماً ليس فقط مع الحيوانات كذلك مع الأشجار والماء, أياك ان تسلب حياة الاشجار فهي تحبك وتشعر بك ولا يمكنك تخيل مدى تأثرها بالترددات الأثيرية التي تنبعث منك, كذلك هو الماء, أياك ان تسرف به.
عليك ان تدرك ذلك, انك لو لم تحقق الأستنارة هنا والآن لا يمكنك تحقيقها في أي زمان وأي مكان آخر, لأن التجارب الحالية التي تمر بها هي التي ستجعل منك انساناً مستنيراً, لذلك عليك تقبلها, لا أن تهرب منها.


وتذكر دائماً, انك لو هربت من الآلام ستلاحقك, لأن الألم قانون كوني, تجربة حياتية عليك ان تتأملها وتدرسها جيداً لكي تنتهي, الآلام هي مرحلة بمستويات عديدة, عليك ان تتقبل الألم دائما ولا تستسلم مهما كانت شدته.
بعد التنوير لن يتغير شيء في هذا العالم, سيبقى منزلك هو نفسه, وستبقى أسرتك هي نفسها, ما يتغير هو أنت, ما يتغير هو نظرتك للحياة, فعندما كان احدهم يتعامل معك بأنانية فأستنارتك لن تجعل منه انساناً ودوداً, بل سترى ان انانيته في الحقيقة لصالحك.
اما منزلك فلن يتغير بعد استنارتك ليصبح منزلاً فخماً او ترفيهياً, بل سيبقى نفسه منزلك القديم لكن ما يتغير هو نظرتك للمنزل, ستجد السعادة في أبسط محتويات المنزل وكل زواياه.
ان أردت تغيير شيئاً في حياتك فهذا لا يتطلب الاستنارة, الاستنارة هي ان تحصل على السعادة المطلقة هنا والآن, ان اردت تغيير شيئاً في حياتك فكل ما تحتاجه هو أن تتعامل مع نفسك ومع الواقع كما لو أنك قد حصلت على ما تريده, وتدريجياً ستجد ان كل مخططاتك يتم تنفيذها بشكل عفوي, بوعي او بدون وعي.
فقط توقف عن التفكير وخداع نفسك بأن ليس هناك فرص لتحقيق ما تريد, انظر حولك جيداً جداً, انظر حولك جيداً وسترى ما "تحتاجه" لتحقيق غايتك.
وكن مؤمناً بأن ما تريده سيكون, لأن الأيمان يحرك الجبال.

التعليقات